الجمعة، 13 ديسمبر 2013

لماذا ٩٠ ٪ من المصابين بالسلياك او حساسية الجلوتين غير مشخصين ؟

في دراسة تم نشرها في احدى المجلات الطبية البريطانية The Lancet   قدمها الدكتورMarios Hadjivassiliou  وعدد من الباحثين , بعنوان : حساسية الجلوتين من الامعاء الى الدماغ. 
Gluten sensitivity from gut to brain

ركزت الدراسة على موضوع مهم وهو تأثير الجلوتين على الجهاز العصبي , وهو يرتبط بقوة بصعوبة تشخيص المرض. 

من المعروف حاليا ان المشخصين بحساسية الجلوتين او السلياك تتراوح نسبتهم ما بين ٣٪ الى ٥٪ فقط من المصابين , اي ان اكثر من ٩٥٪ من المصابين لم يتم تشخيصهم , وقد يكونوا اشخاص يعانون من اعراض مثل الصداع النصفي , القلق , الاكتئياب , عدم التوازن في المشي  وغيرها من الاعراض المرتبطة بالجهاز العصبي . 

حقيقة ان الجلوتين قد يؤثر على الجهاز العصبي معروفة منذ اكثر من ٤٥ سنة وتحديد منذ ١٩٦٦ م , ولكن بالرغم من ذلك لا يزال الاطباء لا يقومون يعمل تحاليل السلياك او حساسية الجلوتين للشخص الذي يعاني من مشاكل او اعراض مرتبطة بالجهاز العصبي طالما انه لا يعاني من اي اعراض في الجهاز الهضمي . 

بعض اهم النقاط في هذه الورقة العلمية او البحث الذي قدمه الدكتور Hadjivassiliou  وهو من اشهر اطباء الاعصاب المهتمين بعلاقة الجلوتين بالامراض العصبية , تتمثل في الاتي : 

  • معظم المصابين بمشاكل في الجهاز العصبي بسبب الجلوتين ليس لديهم اي اعراض خاصة بالجهاز الهضمي.
  • الرنح  ataxia من اكثر الامراض العصبية المرتبطة بالجلوتين , تعريف الرنح من ويكيبيديا :
الرنح (باللاتينيةataxiaعرض عصبي يتمثل بعدم القدرة على تنسيق الحركات العضلية الإرادية. يظهر الرنح خلال المشي مثلاً. وهو مظهر سريري غير نوعي، بمعنى آخر، هو خلل وظيفي لأجزاء للجهاز العصبي الذي ينسق الحركات، مثل المخيخ. .[1] يوجد العديد من الأسباب المحتملة لأنماط الخلل الوظيفي العصبي.

  • في نتائج الاشاعة المغناطيسية قد يظهر ضمور في المخيخ , او نقاط بيضاء تشابه ما يظهر في التصلب المعدد (التصلب اللويحي).
  • غالبا ما تختفي مشاكل الجهاز العصبي باتباع حمية خالية من الجلويتن , ولكن قد يبقى لها بعض الاثار.



لذلك يجب على الاشخاص الذين يعانون من اي اعراض مرتبطة بالجهاز العصبي طلب تحاليل السلياك و حساسية الجلوتين للتأكد من عدم اصابتهم بها , فقد يكون ذلك حل لجميع مشاكلهم الصحية التي يعانون منها.

للاطلاع على الدراسة 
Dr. Hadjivassiliou’s Lancet Neurology article, “Gluten Sensitivity: From Gut to Brain,” published in March 2010.

الاثنين، 1 يوليو 2013

هل يستطيع المصاب بالسلياك اكل الجلوتين "احيانا" ؟؟

يعتقد بعض المصابين ان عدم وجود مشاكل صحية او اعراض بعد استهلاك الجلوتين يعني ان بامكانهم " الغش " واكل الجلوتين من وقت لاخر.  وهذا غير صحيح 

السلياك قد يكون مرض صامت تماماً وهذه خطورته. 

بعض المصابين قد يأكلون قصداً او بالخطأ وجبة تحتوي على جلوتين ولا تظهر عليهم اي اعراض. في حين ان بعض المصابين قد يسبب تطاير فتات الخبز على اكلهم اعراض مثل ألم البطن ، الصداع، الخمول ، الاسهال وغيرها. وهم ان صح التعبير اكثر حظاً لان هذا يجعلهم يبتعدون تماماً عن الجلوتين خوفاً من التعب. 

عدم ظهور الاعراض لايعني انه لا مشكلة من اكل الجلوتين ، فدخول الجلوتين للجسم يدمر الصحة ببطئ. فلا تخاطر بحياتك. 

السلياك

يعتبر السلياك اشهر الامراض المناعية التي تسببها حساسية الجلوتين. وهو مرض مناعي ذاتي ، اي ان جهاز المناعة يهاجم خلايا الجسم نفسها وليس جسم غريب دخل الجسم .

كان يُعتبر السلياك قديماً من الأمراض النادرة وخاصة في المنطقة العربية ، بل كان يُدرس على انه مرض يصيب الاشخاص من عروق اوربية ولا يصاب به العرب ، مما جعل الاطباء يتاجهلونه تماماً ولا يفكرون بتشخيصه ابداً. 

ولأنه كان يُعتبر من الامراض النادرة عالمياً أصبحت نسبة الاشخاص المصابين به وغير مشخصين عالية جداً ، بل يُعتقد ان اكثر من ٨٠٪ من المصابين به لم يتم تشخصيهم . 

عدم تشخيص المرض واستمرار المصاب باستهلاك الجلوتين يؤدي الى امراض خطيرة أهمها السرطان وامراض القلب وامراض الجهاز العصبي. 

وقد لا تظهر اي اعراض على الشخص بإصابته بالسلياك ويتم تشخصيه بالاصابة بمرض ( سببه السلياك) وهنا تكون محاولة العلاج غالباً فاشلة لان سبب المرض الاساسي لم يُكتشف ولايزال المريض يتعرض له. 


الجمعة، 29 مارس 2013

الجلوتين وتاثيره





الصداع , التعب والخمول الغير مفسر , مشاكل النوم , كثرة الغازات وانتفاخ البطن , الآم المعدة و الحرقان , الاسهال او الامساك , الآم المفاصل والعضلات , النحف الشديد او زيادة الوزن , الغثيان , جميعها أعراض شائعة ومنتشرة بكثرة لدرجة انها اصبحت مشاكل طبيعية لدى الناس يعالجونها بالمسكنات والادوية الاخرى المناسبة لها للتخلص منها.

 ولكن ما هو سببها الاساسي ؟ وكيف ظهرت هذه الاعراض وتطورت وأستمرت ! 


اذا كنت تعاني من اي من هذه الاعراض بشكل دائم او لفترة طويلة , فيجب ان تعلم انها اعراض غير طبيعية . فالجسم السليم لا يجب ان يعاني من اي اعراض غير مريحة.


وللأسف , أغلب الاطباء لا يركزون لعلاج جذور المشكلة الاساسية .



عندما يظهر عرض في الجسم , فهو لا يظهر بشكل مفاجئ , بل استمر فترة ليست قصيرة حتى تطورت المشكلة داخل الجسم وظهرت أعراضها.
 السرطان , مشاكل القلب , ارتفاع الضغط , هشاشة العظام , الفصام , الاكتئاب وغيرها من الامراض بدأت في الجسم بصمت بدون اي اعراض تذكر , ثم ظهرت الاعراض فجأة على السطح , وغالبا ما تظهر بعد تفاقم المرض.

أحد أهم واخطر الأسباب هو حساسية الجلوتين Gluten  فما هو الجلوتين ؟ وكيف يتعامل معه جسم الشخص المصاب بالحساسية ؟ كيف يتطور الى امراض خطيرة ؟ وماهو العلاج ؟ 





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجلوتين Gluten


 هو نوع من البروتينات الموجودة في الحبوب مثل القمح والشعير , وهو الذي يكسبها الكثافة و التماسك و القابيلة للتمدد. وبدون الجلوتين لا يمكن للخبز ومنتجات الدقيق التماسك. فهو يكسبها القوام والارتفاع الذي تتميز به.



ويستخدم الجلوتين ايضا في كثير من المنتجات لتحسين النكهة او كمكثف و كمصدر للبروتينات.



مشكلة الجلوتين هو ان بعض الاشخاص قد يتحسسون لهذه المادة , او بالاصح ترفض اجسامهم هضمها , وهذا يسبب كثير من المشاكل والامراض في مختلف أجهزة الجسم , وكل شخص قد يتأثر بطريقة مختلفة.


الحساسية من الجلوتين سببها جيني  , كما ان الجين قد يكون خامل بمعنى ان الشخص يحمل الجين ولكن بدون وجود اعراض . وقد تظهر الحساسية في اي وقت اذا تم تحفيزها,  وهذا يحدث لاسباب غير معروفة بدقة, منها اسباب بيئية او تعرض الشخص لفايروس معين اثار هذا الجين.



كيفية تعامل الجسم مع الجلوتين : 


لنعرف ذلك يجب ان نعرف اولا وظيفة الامعاء الدقيقة  لأنها المكان الأساسي الذي تبدأ منه هذه الأعراض.


ينتقل الطعام من الفم عبر المرئ الى المعدة حيث يتم خلطه وطحنه وتفكيكه الى مكوناته الاساسية ثم ينتقل الطعام الى الأمعاء الدقيقة التي تعمل كمصفاة , حيث تمتص الامعاء الغذاء والفيتامينات والمعادن عبر شعيرات منتشرة في جدارها تشبه الأصابع ( Villi ) شكل ١ ,تساعد الشعيرات على امتصاص الغذاء بسرعة وكفأة حيث ان شكلها يوفر مساحة كبيرة للأمتصاص بعكس الاسطح الملساء.


    صورة لجدار الأمعاء والشعيرات
شكل ١  


ويسمح جدار الأمعاء بدخول الغذاء الى الدم ( شكل ٢ ) كما يعمل كعازل للمواد السامة
 والجراثيم والبكتريا و يرسلها للأمعاء الغليظة ليتخلص منها الجسم. 

شكل ٢ . ينتقل الغذاء عبر الشعيرات الدموية لأجزاء الجسم



والذي يحدث مع الجلوتين هو ان الجهاز المناعي للجسم يعامل الجلوتين كمادة غريبة ( كما يعامل السموم والبكتريا) ولا تمتصها الأمعاء لداخل الجسم , حيث تعلق جزئيات الجلوتين في الشعيرات ويبدأ الجهاز المناعي بافراز مواد مضادة لمحاربة الجلوتين. ويسبب هذا الهجوم تلف في الشعيرات. شكل ٣


الفرق بين الشعيرات في أمعاء سليمة وأخرى تالفة
شكل٣

الآثار المترتبة على تلف الشعيرات : 


 تحدث مشاكل في امتصاص الغذاء , ويصبح وصول المواد الغذائية والفيتامينات والمعادن صعب وقليل , وهذا يؤدي الى نقص في الفيتامينات أهمها:    

  • فيتامين د : الذي يسبب ليونة العظام لدى الاطفال و هشاشة العظام لدى الكبار.   
  • فيتامين ب ١٢ : الذي يتم امتصاصه في اخر جزء من الامعاء , وهذا يحدث في الحالات المتقدمة . ويمكن ان يسبب نقصه فقر الدم , اضطرابات في التوازن , مشاكل في الاعصاب , والخرف.
  •  الحديد : يسبب الانميا
  • حمض الفوليك: يسبب نقصه زيادة التهيج والنسيان، ويلعب دورا في الامراض العصبية، وفقر الدم، واضطرابات الدم، واضطرابات الجهاز الهضمي و الاكتئاب.
  • الكالسيوم : يعتبر نقص الكالسيوم شائع لدى مرضى السلياك, ويسبب نقصه مشاكل كبيرة , حيث ان الجسم يستخدم مخزون الكالسيوم ويمتصه من العظام ليعوض النقص وهذا يؤدي الى جفاف العظام والاصابة بالهشاشة. 

قد يؤدي التلف ايضا في الأمعاء الدقيقة الى ثقوب في جدار الأمعاء مسببا ما يعرف بمتلازمة الأمعاء المتسربة
  Leaky gut syndrome  وهذا يعني ان جدار الأمعاء لم يعد يعمل كحاجز ضد المواد السامة والفضلات مما يؤدي الى تسربها للدورة الدموية مسببة جميع الأمراض التي سنتكلم عنها في مقال آخر.